وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ

تطور مفهوم المنهج من الفلسفة التقليدية الى الفلسفة الحديثة (المنهج التقليدي و المنهج الحديث )- المناهج وتنظيمتها

قبل البدأ سنتعرف على أهمية دراسة المنهج :
يمكن مقرر المناهج معلم المستقبل من معرفة أهداف العملية التعليمية ، وكيفية صياغة هذه الأهداف بطرق إجرائية. بمعنى أن تكون أهدافا سلوكية ‏تصف الأداء المتوقع أن يصبح المتعلم قادرا عليه بعد الانتهاء من دراسة برنامج معين. وعلاوة على ذلك فدراسة المناهج تساعد معلم المستقبل على اختيار طرق التدربس المناسبة التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة. وتزبد معرفة هذا المعلم بالوسائل التعليمية المناسبة التي تساعد على تحقيق الأهداف. وأيضا يمكن مقرر المناهج معلم المستقبل من التعرف على أسس وأساليب التقويم ومعرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التى يتضمنها المنهج .

أولا : المدخل التقليدي للمنهج 
- يعد المنهج في المدخل التقليدي عبارة عن مجموعة من المواد الدراسية التي يمثل كل منها غالبا مجالات التخصص في المعرفة الإنسانية ( كيمياء - فيزياء - جغرافيا - هندسة... ) وينظم كل مجال من هذه المجالات بطريقة منطقية أى من البسيط الى الاكثر تعقيدا ومن السهل الى الاكثر صعوبة وهذا من وجهة نظر المتخصصين وليس الطلاب.

- المنهج بالمفهوم التقليدي :
عبارة عن مجموعة المعلومات والحقائق والمفاهيم التي تعمل على إكسابها للتلاميذ بهدف إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق الإلمام بخبرات الآخرين والاستفادة منها. ومازال هذا المفهوم التقليدي للمنهج مستخدما حتى الآن لدى الكثير من القائمين على الوتلية التعليمية بالرغم من الآثار السلبية ‏المترتبة على ذلك.

ومن هذه الاثار السلبية :

1 - أثار متعلقة بالمادة الدراسية
هذا المنهج أعتبر أن المنهج هو الغاية ولهذا تضخمت المقررات الدراسية نتيجة للزيادة المستمرة في المعرفة بشتى جوانبها وأتجة المتخصصون في كل مادة دراسية إلى إدخال إضافات مستمرة ترتب عليها ازدحام المنهج بالمواد الدراسية وبالمعلومات الكثيرة.

وأدى هذا التضخم الى عدم العناية بربط المواد الدراسية بعضها ببعض ولم يعد بينها ترابط أو تكامل مما ادي تجزئة خبرة التلميذ وضعف قدراتهم من الاستفادة بالمواد الدراسية فى الحياة العملية .

2 - أثار متعلقة بالمعلم :
وظيفة المعلم في ظل هذا المنهج التقليدي هي نقل المعلومات التي وردت في الكتب المدرسية المقررة إلى أذهان التلاميذ فحصر اهتمام المعلم في هذه الكتب فقط أدى إلى ضيق أفقه وعدم أتساع مداركة. 

كما أن اهتمام المعلم بأن يتقن التلاميذ المادة الدراسية كهدف أساسي للمدرسة لا يهيئ فرصا أمام هذا المعلم ؛ لفهم طبيعة أفراد تلاميذه من جميع نواحيها كأساس لتوجيه كل تلميذ التوجيه التربوي اللازم لة .

3 - أثار متعلقة بالتلاميذ :
أول ما يلفت النظرهو نظر المنهج التقليدي إلى التلميذ تلك النظرة السلبية.
فالتلميذ في هذا المنهج ينظر إليه محدود على الأفق والخبرة وأن كل ما علية هو أن يستقبل ما يقدمه له الكبار.

وكذلك لم يعمل المنهج التقليدي على النمو الشامل للتلميذ فيقصد به النمو في كافة في الجوانب وإنما اهتم فقط بالجانب المعرفى المتمثل في المعلومات وأهمل بقية الجوانب الأخرى العقلية والاجتماعية والنفسية والجسمية والفنية والإبداعية.

هذا المنهج التقليدى لا يراعى الفروق الفردية ولا يلتفت لها

4 - أثار متعلقة بالنشاط المدرسي والحياة المدرسية :
تركيز المنهج التقليدي على اكتساب المعلومات وإتقانها أدى إلى إهمال الأنشطة بكافة أنواعها سواء كانت الأنشطة ثقافية أو اجتماعية أو رياضية. فلم تلجأ إليها المدارس إلا للترفيه عن التلاميذ ولم تتح لها الوقت الكافي مع أهميتها البالغة ودورها الفعال في العملية التربوية.

التلميذ اساسا مش بيحب المدرسة نظرا لطريقة الرهبة والعقاب في فرض المواد الدراسية فمش عندة وقت للانشطة نهائي والكراهية دي بتخلية يخرب في المعامل والفصول الدراسية ويفرح بعدم تواجد المعلم أو غيابة .

5 - أثار متعلقة بالبيئة :  
إن العملية التربوية في المنهج التقليدي تدور حول تتضمنه ما تضمنة الكتب المدرسية وأغلبها معارف ومعلومات شبه ثابتة لا يطراً عليها سوى التعديلات الطفيفة. أما الحياة في البيئة حول المدرسة فتتغير بمعدل أسرع ومن هنا حدثت في ظل المنهج التقليدي فجوة كبيرة بين ما يدور في البيئة ومجتمع هذه المدرسة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا : الفلسفة التقدمية للمنهج المدرسي 
( المنهج الحديث ) 

تعريف المنهج بمفهومه الحديث :
هو مجموع الخبرات والأنشطة التربوية التى تهيؤها المدرسة للتلاميذ داخلها وخارجها بقصد مساعدتهم على النمو الشامل فى كافة الجوانب ( نفسية - فنية - عقلية - ثقافية - دينية - أجتماعية - جسمية ) نموا يؤدي إلى تعديل سلوكهم ويعمل على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة .

أي أنه في هذا المدخل الحديث للمنهج تتحول نقطة الاهتمام من المادة الدراسية إلى المتعلم نفسه. حيث يصبح هذا المتعلم هو الغاية. وكل ما يجري في المدرسة يجب أن يكون خدمة في نموه. والنمو المنشود عندهم هو النمو المتكامل للمتعلم كإنسان له جوانبه الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية. وبذلك تصبح المعلومات( الخجراتٍ السابقة ) وسيلة وليست غاية كما ينظر إليها في المدخل التقليدي.

العوامل التي أدت إلى تغير المفهوم التقليدى للمنهج إلى المفهوم الحديث : 
1 - ظهور الصناعة وتقدمها أدى إلى الاهتمام بالتربية ، وظهور مفكرين من أمثال جان جاك روسو وجون لوك نادوا بإدخال الأنشطة في المناهج المدرسية والتركيز على تنمية قدرات التفكير العلمي.

2 -  أثبتت الدراسات السيكولوجية أن الشخصية وحدها متكاملة ذات جوانب متعددة وتنمية الشخصية يتطلب بدوره تنمية هذه الجوانب. فالتركيز على جانب وإهمال جوانب أخرى لا يحقق الأهداف المرجوة .

3 - أثبتت الدراسات في مجال علم النفس وطرق التدربيس أن إيجابية التلميذ ونشاطه لها دور كبير في عملية التعلم فمن خلال الممارسة الفعلية التي يمارسها التلاميذ في أوجه النشاط المختلفة يتعلمون وبنمون ويكتسبون ما نسميه بالخبرات المربية .

- أثر المنهج الحديث على المواد الدراسية :
لا ينكر المنهج الحديث ما تستحقه المواد الدراسية ذاتها من عناية وتقدير ولكنة لا يجعلها غاية بذاتها بل يجعلها وسيلة تساعد التلاميذ على النمو نموا متكاملا وشاملا. 
كما أن المواد الدراسية في المنهج الحديث بالنسبة للصفوف الدراسية وحدة متصلة فما يدرس في موضوع ما يبنى على ما سبقه ويعد أساسا لما يليه .
ولا تقتصر الدراسة في أي مادة على الكتاب المقرر وحده بل يوجههم المدرس كي يجمع كل منهم ما يحتاج من المعرفة من أكثر من مصدر يناسبه.

- أثر المنهج المدرسي الحديث على المعلم ‏:
يستخدم المدرس في هذا المنهج أكثر من طريقة للتدربس وببني معظم تدربيسه على مواقف ومشكلات لها أهميتها عند التلاميذ. ويراعى طبيعتهم وما يفرق بينهم من فروق فردية. كما يراعى المعلم مستوى نمو تلاميذه وبندمج معهم في تدريبهم على أنواع وأنماط الأسلوب العلمى في التفكير. 
كما يعمل على تكوين العادات والاتجاهات الايجابية لدى التلاميذ. وبشجع المدرس تلاميذه على السؤال والاستفسار عما يشاؤون ويوجههم للحصول على الإجابات من مصادر متنوعة كما يشجعهم على تقديم المقترحات.
ولا يحكم على عمل المدرس من خلال نتائج تلاميذه في الاختبارات التحصيلية أثناء العام الدراسي أو في نهايته ؛ بل ينظر إلى عمل المدرس على أساس نمو تلاميذه من جميع النواحي في اتجاه الأهداف التربوية السليمة المرجوة .

- ‏أثر المنهج المدرسي الحديث على التلميذ :
وبشجع المنهج المدرسي الحديث التلاميذ على التعاون بدلا من التنافس ويدربهم على النقد البناء وتحمل المسئولية والاعتماد على النفس والثقة بها. وينمي عندهم الميل للبحث ويدربهم على الأساليب الديمقراطية السليمة. ويهيئ الفرصة لتنمية روح الابتكار وتنمية أساليب التفكير العلمي السليمة.
ويراعى المنهج التقدمي ما بين التلاميذ من فروق فردية فيراعى حاجة وميول وقدرات واستعدادات ومهارات كل تلميذ. وفي أوجه النشاط المختلفة ويفهم كل تلميذ طبيعة الدور الذي يقوم به في حياة جماعة بحيث يتحمس للقيام به. كما يفهم العلاقة بين ما يدور في بيئته. وبهذه الطريقة ستنجح المدرسة في لتلميذ المساهمة في نمو شاملا متوازنا متفقا مع قدراته وميوله واحتياجاته.

- أثر المنهج المدرسى الحديث على بيئة التلميذ :
تهدف التربية إلى إعداد الفرد للتفاعل والتكيف والإسهام في حل المشكلات التي تواجه في هذه البيئة وهذا ما ينشده المنهج المتقدم فهو يراعى ربط ما يدور في المدرسة من أنشطة وما يدور في البيئة المحلية للتلميذ. كما يراعي هذا المنهج اختلاف البيئات المحلية فينوع في الأنشطة كي تتناسب مع هذه البيئات المختلفة.

 وهو لا يتجاهل الأدوات والوسائل والحاجات والأحداث الجديدة التي تظهر في المجتمع بل يجعل التلميذ على صلة دائمة بتلك الأدوات وهذه الوسائل. ومن هنا يدرك التلميذ الصلة الوثيقة بين المدرسة والمجتمع الذي حولها ، كما يعمل المنهج المدرسي الحديث على المواءمة بين أنفسهم وبينها. ويدربهم المنهج على ما يناسبهم من وسائل هذه الموائمة. 

أثر المنهج المدرسي الحديث على النشاط المدرسي والحياة المدرسية :
يهتم المنهج التقدمي بالأنشطة بكافة أنواعها ثقافية أو اجتماعية أو رياضية ويتيح لها الوقت الكافي لما لها من أهمية في العملية التربوية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مفاهيم هامه تتعلق بالمناهج :

- كل مدرسة لديها منهجان :

منهج رسمي ومخطط ومعترف به.
ومنهج ‏غير رسمي وغير مخطط .

أولا : المنهج رسمي 
وهو المنهج المنظم والمخطط له من قبل الوزارة والذي يدرس على التلاميذ تحت إشراف وتوجيه المدسة.
- المنهج الرسمي المنظم
ذلك المنهج الدراسي الذي تتبناه المدرسة ويقوم المعلمون بتدريسه وتنفيذه داخل الفصول الدراسية.

ثانيا :المنهج الخفي
وهو المنهج الموازي أو غير المكتوب أو غير الرسمي أو غير المدروس.
فيشمل جميع الخبرات والمعارف والأنشطة التي يقوم بها التلاميذ أو يتعلمونها خارج المنهج الرسمي طواعية ودون إشراف المعلم أو علمه في معظم الاحيان لمعلمين كميول وأساليب تفاعلهم ومعاملاتهم اليومية مع بعضهم البعض ومع إدارة المدرسة والمعارف والخبرات الإيجابية والسلبية إلتى يتناقلها التلاميذ عن بعضهم البعض بالملاحظة الشكلية ؛ أو بواسطة الأنشطة المدرسية المختلفة كالألعاب الرياضية وآلمتسابقات التربوية والكذب والغش والتواكل . إن كل واحدة ممنا سبق تقع تحت ما يسمى بالمنهج ‏غير المخطط

مفهوم المقرر :
نظام يتفاعل فيه كل من الطالب والمعلم والمواد التعليمية 
كما يعرف بأنه منظومة تعليمية تتكون من عدة من الوحدات التعليمية الصغيرة محددة الأهداف والمحتوى والمصادر التعليمية ؛ ويمكن أن يتم تعليمه بطرق بطرق شتى في مدة دراسية محددة لنوعية محددة من المتعلمين ويمكن أن يكون ضمن برنامج تعليمي أو جزء من منهج دراسي

وعلى هذا فإن المقرر لا يمكن إطلاقه على المنهج كمرادف له ؛ بل هو جزء ‏منه يرتبط بمجال من المجالات

المثال :
منهج اللغة العربية بالصف الأول الثانوي
قد يشمل العديد من المقررات
مثل: مقرر النحو والصرف ؛ والنصوص الأدبية ؛ وغيرها .

- مفهوم البرنامج التعليمي :
هو تنظيم بنائي للأنشطة التربوية ، فالبرنامج التعليمي كيان من كيانات المنهج ومكون من مكوناته ؛ فالعلاقة بينها أيضا علاقة عموم وخصوص ؛ فالمنهج المدرسي قد يحتوى على العديد من البرامج .

- الوحدة التعليمية الصغيرة :
وحدة تضم مجموعة من نشاطات التعليم والتعلم يراعى في تصميمها أن تكون مستقلة ومكتفية بذاتها ؛ لكي تساعد التلميذ على أن يتعلم أهداف تعليمية معينة محددة تحديدا جيدا وبتفاوت الوقت اللازم لإتقان تعلم أهداف الوحدة من دقائق قليلة إلى عدة ساعات على طول ونوعية الأهداف ومستوى الوحدة .

- مفهوم تفريد التعليم :
هذه الوحدات تبني لكي توفر لكل تلميذ أو طالب الفرصة في تعلم ‏المادة الدراسية التي تناولتها الوحدة حسب قدراته وسرعته في التعلم ؛ ولا ينتقل التلميذ الى دراسة جزء تالى من المادة الدراسية إلا بعد أن يتقن تعلم الجزء السابق كما توفر الوحدة التعليمية الصغيرة محتوى وخبرات ونشاطات التعلم يمكن للتلميذ أن يتحكم في معدل  دراستها وتعلمهاء بما يتلاءم مع ظروفه وقدرّاته.


شكرا لك ، كان هذا كل شيء